يعتقد العلماء أن الغيوم المطيرة، التي تسكب أمطارها على أوروبا في عصرنا الراهن فتسهم في اخضرارها الدائم وطقسها البارد، كانت قبل عشرات الآلاف من السنوات تتخطى أوروبا المغطاة بالجليد وتعبر البحر الأبيض فتقدم إلى منطقتنا لتهطل أمطارها الغزيرة على الجزيرة العربية، حيث الأنهار الكثيرة والأراضي الخصبة والغابات الكثيفة والأشجار المثمرة.
***
كان المناخ غير المناخ، قبل انقطاع ماء السماء وبدء الجفاف وتمدد التصحر واختفاء الأنهار وانحسار الماء في الآبار، واختفاء الواحات تحت الرمال وغيرها من متغيرات طبيعية أجبرت الناس على النزوح من المنطقة التي دب في عروقها العطش. وقد أورد الباحث د.يعقوب الغنيم بعض الروايات التي تشير إلى نهر قديم يسيل ماؤه من البصرة في اتجاه القطيف عبر الكويت.
***
الصور الفضائية التي التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت مسار نهر قديم يمتد من الحجاز إلى الكويت عبر الجزيرة العربية، طوله 850 كيلومترا وعرضه 5 كيلومترات. وقد وجد الخبراء المتخصصون أنواعا من الصخور في صحراء الكويت مصنفة أنها من صخور جبال الحجاز، حيث يعتقد أن سبب وجودها البعيد عن مصدرها، أنها كانت من مجروفات ذلك النهر العظيم في مجراه من الغرب إلى الشرق.
www.salahsayer.com
@salah_sayer