صلاح الساير
يطالبني القراء بالكتابة عن قضية وطنية أشبه باللغز حاولت معرفة تفاصيلها غير اني فشلت. فبات من الضروري العودة الى مقاعد الدرس ودراسة النظرية النسبية لصاحبها اينشتاين، وقانون الجاذبية الأرضية لاسحاق نيوتن، وسائر العلوم الصعبة لعلي أتمكن من فهم هذه القضية اللغز.
درست الانثروبولوجيا، والجيولوجيا، والبيولوجيا، وكل ما ينتهي باللوجيا، ثم تعلمت الفيزياء والكيمياء والسيمياء وكل علم ينتهي بالياء، وأتقنت التحدث باللغات البولندية والهولندية واليابانية والسريانية. وبعد ذلك اتجهت إلى دراسة الديموغرافيا والفوتغرافيا والجغرافيا وكل ما يستقيم من هذه القافية.
فالأهداف العظيمة تستدعي التضحيات الجسيمة، ولمعرفة هذه القضية الكويتية الكبرى ينبغي التضحية بالغالي والنفيس والابتعاد عن تناول وجبة الهريس، والانكباب على دراسة علم الفلك و«الكلك» وعلوم الهندسة الوراثية والكهربائية والميكانيكية، والتخصص بأكثر من رياضة وقراءة مذكرات رشدي أباضة.
فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. لذلك يتوجب علي، أنا الكاتب، دراسة علوم الفضاء الكوني وفك أسرار مثلث برمودا ودراسة علم الآثار وقانون أعالي البحار، كي أفهم القضية التي يطالبني القراء بالكتابة عنها وهي لغز «الرياضة في الكويت»!