صلاح الساير
العلاقة بين العسكري والسياسي في الذاكرة الانسانية تنطوي على مشهد واحد لا يتغير. فالعسكر هم الذين يضطهدون أهل السياسة ويضيقون عليهم الخناق إما بالسجن أو النفي أو المطاردة. وقد درجت العادة أن يكون الاثنان على طرفي نقيض، فالعساكر للقتال والسياسيون للسجال. ذلك ان السلاح أداة العسكري والحجة ذراع السياسي.
هذا ما تنطوي عليه الذاكرة الانسانية، اما في واقعنا الكويتي المقلوب فيحدث العكس، حيث السياسي هو من يعتدي على العسكري، بالضرب والسباب، فيلجأ العسكري الى جهات الاختصاص الرسمية للتقدم بشكوى ضد السياسي. في سلوك حضاري ينم عن الايمان بأهمية القانون، وان الحقوق لا تسترد بالقوة والقوة المضادة بل بتطبيق القانون.
لقد شهدت بعض الدول اعتداءات على حقوق الانسان يقوم بها رجال الأمن ضد السياسيين في ظاهرة عرفت باسم «زوار الفجر» أما في بلادنا فإن التعدي على حقوق الانسان يبرز واضحا في ظاهرة «زوار الدوام» التي يداهم فيها بعض السياسيين مكاتب الموظفين العامين كالاطباء والمعلمين ورجال الأمن خلال ساعات الدوام الرسمية فيعتدون عليهم.