كلما رحل مليكا سعوديا من الحياة الدنيا وانتقل إلى جوار ربه لتنتقل المسؤولية من بعده إلى وليّ عهده بسلاسة وثقة وقوة وأمان تشرع التخرصات والتكهنات الساذجة بالنقيق حتى تعوّد الناس على هذه الإشاعات الفاسدة، فما عادت تثير انتباه أحد، بعد أن أدرك الجميع ان مثل هذه الزيف - وإن تبرقع بأقلام أوروبية - لا يفت من وحدة وصلابة المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا.
***
بُعيد وفاة الملك عبدالله، رحمه الله، وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، دفة القيادة، ومبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليّا للعهد، وكذلك مبايعة الأمير محمد بن نايف وليّا لوليّ العهد، وفق ترتيبات معتادة وتخص بيت الحكم في المملكة، عادت الاسطوانة المشروخة للدوران، وتطاير شرر الافتراءات والتخرصات والقراءات المريضة التي لا تصمد أمام النقد والفحص.
***
بالطبع هناك من يصدق هذه التحليلات السياسية الكذوب التي تبنى على مقدمات افتراضية مضللة كي تصل إلى نتائج مغشوشة. وتهمني الإشارة إلى أن هذا المصدق يكون، عادة، واحدا من اثنين، إما خائف مذعور من حدوث النتيجة التي يبشر بها التحليل السياسي الخبيث، وإما هو شخص تعود الخلط بين الأمنيات والواقع، فيصدق المقدمة الهشة لأنه يتمنى حدوث النتيجة الرثّة، فالأزمة موجودة في خياله.
www.salahsayer.com
salah_sayer@