صلاح الساير
لله الحمد، فقد مرت علينا العاصفة الهوجاء دون أن تتأثر بها البلاد أو يتضرر منها العباد، مثلما يحدث عادة عند هبوب العواصف الرملية الموسمية. فلا الموانئ تعطلت، ولا الزحمة في الطرقات تكاثرت، ولا حركة الطيران توقفت، ولم تسجل غرف الطوارئ حوادث تفوق المعدل.
بدأت العاصفة بالهبوب بعد نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وفوز أربع نساء بمقاعد البرلمان، حين اجتاحت البلاد عاصفة مخملية لتكريم النائبات الأربع. ففي كل يوم حفلة ومدعوون ومدعوات وكاميرات تصوير وخطابات وطاولات طعام، وكأن المرأة الكويتية مشت على القمر، أو حصلت على جائزة نوبل، أو انها «جابت الديب من ديله» بالتعبير المصري.
شخصيا كنت فرحا لنتائج الانتخابات غير اني طوال هبوب العاصفة التكريمية كنت واجما، مبهوتا، مصدوما، مندهشا، اتفكر في عاصفة التكريم هذه، واتساءل عن نزعة المجتمع الكويتي للبهرجة و«الطقطقة» والانزلاق في مهاوي الصرعات والتقليعات وتضخيم الوقائع.
إن الذي يستحق التكريم هو الناخب الواعي الذي صوت للمرشحة الكويتية، أما النائبة فلديها تاء مربوطة ينبغي ان تحل عقدتها بالتصدي لمسؤولياتها التشريعية التي تتجاوز هذه الاحتفالات المخملية.