صلاح الساير
في مطلع شبابه اطلق عليه اصحابه لقب «ماو تشي» وقت كان من اشد المتحمسين للشيوعية فلا يفرق بين الماوية نسبة للزعيم الصيني ماو تسي تونغ او الماركسية التي كان يؤمن بها الثائر الارجنتيني ارنستو تشي جيفارا لذا حمل لقب «ماو تشي» الذي يجمع بين الاثنين.
ساخط على التجار والمجتمع والدولة والدين والارض والسماء، يهوى الجدل العقيم والثرثرة، يتهرب من عمله في احدى الادارات الحكومية تحت ذريعة ان الانتاج في الدولة يصب لصالح النظام الرأسمالي، اما الهدف الحقيقي من الهروب فكان رغبته في النوم ساعات طويلة.
حبه للنوم جعل اصدقاءه يحرفون لقبه الاول فأطلقوا عليه لقب «ماو تسي تسي» نسبة لذبابة «تسي تسي» التي تهاجم ضحاياها وتصيبهم بمرض النوم، فقد كان ذلك الثورجي الكلمنجي النومجي دائم التأرجح بين «الكلام والاحلام».
دارت الايام وتقاعد المشاغب، ولم يجد فرصة لتحسين دخله سوى العمل «مرافق» لأحد الوجهاء الكبار، فبدأ يشم رائحة المال الذي جعله يتنكر لعنترياته السابقة وسخطه القديم، وحين سأل الاصدقاء الوجيه الكبير عن صديقهم الشيوعي «ماو» رد عليهم بأنه الآن يموء مثل قطة أليفة واصبح يحمل لقب «مياو مياو»!