صلاح الساير
الاصلاح نقيض الافساد، والصلاح ضد الفساد، ورجل صالح في نفسه مصلح في اعماله، ونقول «اصلح الله فلانا» لمن انحرف عن الطريق القويم والسلوك السليم، واصلح الشيء بعد فساده: أقامه وقومه فصلح، وأصلح الدابة: أحسن إليها فصلحت.
سمت العرب مصلح وصالح وصليح، ويقال قوم صلحاء، وصلاح من الاسماء القديمة لمكة المكرمة، وصلاح الدين الايوبي قائد اسلامي، ورغم كثرة شعارات الاصلاح في عوالمنا ينتشر الفساد فيها كما النار في الهشيم.
ان المسؤول الذي يكافح الفساد والافساد مسؤول مصلح، ونقيضه مفسد، ويعتبر انتشار الفساد في المجتمعات المتخلفة من معوقات التنمية وذلك لصعوبة مكافحته بعكس المجتمعات المتقدمة القادرة على كشف الفساد وفضح المفسدين، وأخطرهم على المجتمع أولئك الذين يرتدون أثواب النساك المصلحين.
ان بقاء النظم والقوانين العتيقة «على طمام المرحوم» دونما تحديث او عصرنة او اصلاح يفسح المجال لمن يسعون في الارض فسادا، وكلما تزايدت الشفافية في المجتمع انحسر الفساد عنه، والعكس صحيح، فكلما اتسعت مساحة التعمية وطمس الحقائق زاد المفسدون وأصبحوا أكثر نهبا وشراسة.