صلاح الساير
قبيل جلسة الاستجواب كتبت «ان السياسة بمعناها العميق ينبغي ان تلتفت الى عناصر اكثر شمولا من السياسة بمعناها الضيق» وذلك امر يفرض على البرلمان عدم المبالغة في تسييس المسيّس كي نتجنب مغبة تحويل الحراك الاجتماعي المقبول الى صراع سياسي مرذول.
حدّث المرء بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له، فالاستجواب اداة رقابية مطلوبة أمــــا ربطها عنوة بطرح الثقة فتزيّد لا يليق، او «مزايدة» تندرج تحت بند لزوم ما لا يلزم، ولعل الحصافة السياسية «الوطنية» تفرض علينا الاكتفاء بجلسة الاستجواب، لما انطوت عليه الــــجلسة من دربة وتشجيـــــع للحكومة على مواجـــهة الاستجوابات على النحـــو الذي اقدم عليه وزير الداخلية.
ان كان رأس الوزير (الشيخ) مطلوبا فان ذلك لن يتحقق لمن يحلم به، فقد اجتاز الوزير درجة الخطر حتى بلغ درجة الفوز الكبير بصرف النظر عن نتيجة التصويت على طرح الثقة التي ان جاءت لصالحه فستثبت انه «رجـــل دولة» وان جاءت لصــالح المستجـــوبين فهو «شهيد الديموقراطية الكويتيــــة» وكلتـا النتيجتين عظيمة.