صلاح الساير
كتبت كثيرا عن اهمية اغراق البلاد بالأندية الثقافية، وضرورة نشرها في كل ضاحية سكنية بحيث يكون النادي الثقافي اقرب للناس من السوق المركزي في الجمعية التعاونية، فذلك من شأنه اكمال دور التعليم وتفعيل دور الثقافة في المجتمع حين يكون بامكان الناس ممارسة الهوايات الادبية والفنية وحضور الندوات والمعارض بيسر وسهولة.
أكرر الكتابة عن الاندية الثقافية بمناسبة صدور الخطة الخمسية المقترحة للبلاد والتي دعت الى «رعاية الموهوبين واحياء مكانة الهوايات لبناء جيل مبدع يسهم في تعزيز الوعاء الثقافي للمجتمع ونبذ افكار التطرف والغلو من خلال العمل على اعلاء فكر الوسطية» فأشير الى ان خلق الاجيال المثقفة اهم من بناء صروح الثقافة، ذلك ان صالات العرض الفخمة والمسارح الحديثة ستبقى خاوية دون جمهور محب ومتابع للثقافة.
ان خلق مجتمع يتمتع العديد من افراده بالذائقة الحضارية وممارسة الفنون والآداب ومتابعة الانشطة المتعلقة بها يسهم في تجفيف منابع الغلو والتطرف، وذلك لا يتأتى للمجتمع دون بيئة ثقافية دافئة يوفرها النادي الثقافي حين يكون لصيقا بالناس ويكون مضمارهم المألوف وبيتهم الحميم.