صلاح الساير
اذا كانت السياسة حسب بعض التعريفات هي «فن الممكن» فان الحرب «فن البقاء» لذا ليس من الحكمة خلط الامور بين القتال والسجال، والوقوف على منابر السياسة بالسيوف والدروع والرماح كمثل المحاربين في سوح الوغى، فالحرب جهد من اجل الموت، اما السياسة فاجتهاد من اجل الحياة.
لو كان الاستجواب جهدا في ميدان المعركة لفهمنا وتفهمنا مواصلة الجهد وتحشيد الحشود والحرص على البقاء وتحطيم الخصوم، غير ان الاستجواب فعل في ميدان السياسة، وذلك امر يقتضي من العقلاء قطف ثمار الممكن والاكتفاء بجلسة الاستجواب، لما فيها من ايجابيات غير مسبوقة، وحتى لا يتحول «الفعل» الى «افتعال» ويقع الغلط متمثلا بالخلط ما بين سجال السياسة وقتال الحروب.
ان الاصرار المريب على طلب طرح الثقة، تزّيد او مزايدة تجنح عن جادة اللياقة السياسية حتى لا نقول اللياقة الوطنية، فليس كل حق يراد به حق، وبعض الحقوق يراد بها باطل، وليس كل سياسي يدرك خطورة اغلاطه التي يرتكبها باسم الديموقراطية، وان كانت غلطة الشاطر بألف، فغلطة النائب بألف ألف.