صلاح الساير
المواقف السياسية الاخيرة الصادرة عن بعض نواب البرلمان تجسد مقولة «كيفي نائب» التي تذكرنا بالعبارة الشهيرة «كيفي كويتي» والتي يستقوي فيها بعض المواطنين بمواطنتهم فيبررون تجاوزهم القانون بهذه المواطنة حين يتوهمون ان من حقهم ان يفعلوا ما يحلو لهم بصرف النظر عن نتائج هذه الاوهام.
ان طلب التصويت على طرح الثقة بوزير الداخلية نوع من انواع الاستقواء بالبرلمان، والاختباء وراء الكراسي الخضراء، دون الالتفات الى تداعيات ذلك الطلب المريب، ودون الاصغاء الى الدعوات التي تطالب البرلمان بالاكتفاء بقطف العنب دون الحاجة الى خوض غمار حروب الانتقام وتقصّد قتل الناطور، فليس من الحكمة حرق الغابة بأكملها من اجل اصطياد أسد.
استجواب ملطخ بشبهات دستورية وجاء على اثر مواقف انتخابية مناطقية مشهودة، وتابعته وتبعته اصطفافات كريهة، ورغم هذا وذاك، جرى الاستجواب على نحو غير مسبوق وحقق ايجابيات كثيرة، فما الداعي لطلب طرح الثقة سوى التشبث بمقولة «انا كيفي نائب وبعدي الطوفان».