صلاح الساير
نحن لا نستطيع التعرف على نفسية الآخرين وأخلاقهم الحقيقية منذ الوهلة الاولى، ذلك ان معرفة الآخر والحكم على حالته الجوانية، رديئة كانت أم حسنة، تحتاج بعض الوقت الذي قد يطول معي، أو يقصر معك حسب قدرات كل منا على الفراسة والفحص.
الناس على وجه العموم يجاملون ويتجملون بعضهم مع البعض عند البدايات، ربما لتقديم الجانب الطيب فيهم أو لغواية الآخر واصطياده، فبعض الناس تأسرهم المواقف الطيبة التي تصدر عنك ويضعونك في منزلة رفيعة في قلوبهم، وبعضهم يجدون في طيبتك فرصة للسيطرة عليك حين يتوهمون ان الطيبة ضعف في شخصيتك.
من الناس من يمتلك شخصية متحفظة، يحيط ذاته بسور عظيم، ولا مجال لصداقات سريعة أو عميقة، فالآخر في نظره متهم حتى تثبت براءته، وبعضنا على العكس، أشبه بالكتاب المفتوح يصادق العصافير العابرة في الفضاء، ويبوح بأسراره للشجر حين لا يجد من يحادثه.
يحدث ان نظن بالآخرين الذين لا نعرفهم ظن السوء وبعد معرفتهم نندم على حكمنا المتسرع، ويحدث ان ننزلق في أحضان الآخر لنكتشف، بعد ذلك، انها احضان قُدّت من جمر، فلا ينفعنا الندم.