إن كان الجميع يشكو من الفوضى والفساد وتفشي السلوكيات غير المتحضرة، فمن الذي يرتكب كل ذلك المشكو منه؟ هل الجن والأشباح تشاركنا السكنى في مدائن العرب وهي التي تقوم بتلك المعاصي والزلات، فلا تحترم القانون وتمارس الفساد وتنشر الفوضى في الشوارع بغرض لصق تهمة التخلف بالعرب؟ أم ان شخصياتنا تعاني الانفصام فنقترف الأخطاء ثم ننسى أننا المخطئون؟
****
الخطباء العرب يتحدثون عن المثل العليا، وكذلك الكتّاب والروائيون والفنانون والمعلمون والمذيعون في وسائط الإعلام والساسة والآباء والأمهات يتحدثون عن الفضيلة.
اليافطة الإعلانية المعلقة في الشوارع تحث على الالتزام بالقيم النبيلة والناس العابرون تحتها يمارسون سائر أشكال الرذائل والسلوكيات المتخلفة. نتمترس في متاريس التعصب ورفض الآخر ونحن نرفع شعار الوطن للجميع.
****
ديننا يقول «النظافة من الإيمان» والقاذورات في كل مكان. نسخر من المسلسلات التلفزيونية الرمضانية ونحرص على مشاهدتها. ننتقد ضعف الرقابة على التبرعات ثم نقوم بالتبرع للمشكوك في أمره. نشكو من الواسطة ونمارسها.
ننتقد الانفلات المروري وعند الضرورة نشارك فيه. والخطيب يتحدث عن ضرورة التزام المسلم بالقانون يهز المصلون رؤوسهم ويتغافلون عن سياراتهم الواقفة خارج المسجد تسد الطريق.
www.salahsayer.com
salah_sayer@