الوحدة الوطنية في بلادي سجيّة وطبيعة لا تقبل التكلف أو الصناعة أو الشعاراتية. وذلك أمر ناتج عن طبيعة نشأة البلاد التي ولدت من حلم مشترك لأهلها حين قرروا إنشاء ميناء في جون الكويت، فتداعت الجموع من مختلف المشارب لإطلاق ذلك المشروع ورعايته، لتتجلى العبقرية الكويتية من غنى الاختلاف والتنوع الذي اصبح مصدرا من مصادر قوة البلاد.
****
بعبارة أخرى يمكن القول ان هذه البلاد ليست من صُنع الأرض أو الطبيعة، بل هي صنيعة أهلها ونتاج هجراتهم المتنوعة ومشاربهم المختلفة حين شارك الجميع في بناء وإدارة الميناء (الفرضة القديمة) وبنوا مدينتهم العتيقة ودافعوا عنها، وشيدوا حولها الاسوار لتقيهم شرور الغزوات، فكان التلاحم الشعبي قدر الكويتيين لا اختيارهم.
****
ازدهار ميناء الكويت عبقرية شارك فيها الجميع، وشكلت سر الكويت وخلطتها السرية، فتلاصقت دور السكن وتقاربت دور العبادة، وتوحد الناس تحت راية الكفاح و(بن صباح) وشابهت السفينة الأرض التي صنعت فيها، فكان الرجال، في عرض البحر، بمختلف مشاربهم يؤدون أعمالهم على ظهرها وهم يواجهون أخطار البحر التي لا تفرق بين كويتي وآخر.
www.salahsayer.com
salah_sayer@