بعد الجريمة النكراء التي حدثت في مسجد الإمام الصادق نشر تنظيم داعش عبر شبكة الانترنت تسجيلا صوتيا نسبه إلى المجرم القاتل يعج بالشتائم التكفيرية لاخوتنا الشيعة وتهديد بالقتل ووعيد بالتدمير. بيد أن تلك الشتائم والتوصيفات التي وردت في التسجيل لم تطرق أسماعنا للمرة الأولى، بل هي توصيفات دارجة في الخطاب المذهبي ويسمعها الناس كثيرا رغم بشاعتها وخطورتها.
***
ربما تكون القيادة السرية التي وضعت خطة العملية الانتحارية في مسجد الإمام الصادق تهدف إلى شق الوحدة الوطنية أو زعزعة التعاون الخليجي باختيارها عنصرا خليجيا لا كويتيا لتنفيذ العملية، غير ان الانتحاري صبي، غر، جاهل لا يفهم تلك الأهداف، وهو كما افصح صراحة في التسجيل قام بالتفجير لقتل (الروافض أعداء الله دفاعا عن نبيه وعن دينه) وقديما قيل الاعتراف سيد الأدلة وها هو القاتل يعترف بمقاصده التي ليس منها شق الوحدة الوطنية.
***
وصف طائفة من المسلمين بصفات تكفيرية مسمومة بغيضة أمر رائج ومعلن في الخطاب المذهبي لبعض الجماعات الدينية. ولمواجهة تداعيات الجريمة النكراء يجب علينا وقف الحديث المكرور والفضفاض عن الوحدة الوطنية التي نعرف متانتها وصلابتها، والتوجه مباشرة إلى لب المصيبة في ذلك الخطاب المسموم واقصد «الفكر التكفيري» ومطاردته بجسارة، ومحاصرته بقوة، ودفنه بإصرار، وعدم تضييع الوقت والجهد بالحديث عن الوحدة الوطنية التي، ولله الحمد، لا تعاني من خلل.
www.salahsayer.com
salah_sayer@