صلاح الساير
إن كان الحــــب يجري بين البشر على النحو الذي تصوره الاغنية العاطفية العربية، فذلك امر جلل يستدعي من هيئة الامم المتحدة، بصفتها اعلى سلطة اممية، مكافحة مشاعر الحب بين الناس وبذل جهود مماثلة للجهود الدولية المبذولة في مجال مكافحة الامية، والحد من اسلحة الدمار الشامل، وحماية الاطفال من خطر الالغام.
الاغنية العاطفية العربية اغنية دموية كئيبة، فالهجر والبعاد والفراق أقل صورها المأساوية، اما صورها الكارثية فتتجلى في الموت والذبح والقتل، فالعيون قاتلة كالسيوف، والضحكة تذبح، و«رمش عينو اللي جرحني» و«عش انت فاني مت بعدك» وكأنها اغنيات جنائزية تحتفي بموت الاحبة، وهلاك العشاق.
الحب الحقيقي بدايات وبناء وحياة وليس نهايات وهدما وموتا، واذا كان الحب بين العشاق يرتبط بالهلاك على النحو الذي تصوره الاغنية العربية فعلى العشاق التحول، فورا، الى عاطفة الكراهية بدلا من الحب والدمار الشامل لضمان سلامتهم الشخصية.
فربما يأتي يوم يكون فيه العاشق ملزما بحفظ الشتائم والعبارات القذرة التي تدل على العداوة قبل لقاء معشوقته في المقهى، وحين تقدم الحبيبة تتهادى كالفراشة يبادرها بالغزل قائلا «حبيبتي يلعن ابو اليوم اللي عرفتك فيه».