صلاح الساير
ثقافة الاعتذار نادرة في ذهنيتنا. فالخسارة او التعب او الضياع او التوغل في الاثم او الكذب، اهون على قلوبنا من كلمة «آسف» فنحن نحتمل الضغط النفسي او الاجهاد ونلبي دعوة الى حفل، او نرد على سؤال محرج لاننا عاجزون عن الاعتذار من صاحب الدعوة او من صاحب السؤال.
شاهدت لقاء تلفزيونيا مع صحافي عربي «كبير» سألته المذيعة عن تمويل صحيفته التي يعرف القاصي والداني في عالم العروبة الجهة التي تمولها، وبدلا من الامتناع عن الاجابة او الاعتذار عن عدم الرد راح الصحافي يراوغ بالحديث عن التوزيع والاعلان والاشتراكات فلم يخرج المشاهد باجابة شافية او مقنعة.
لو ان الذهنية العربية تتمتع بثقافة الاعتذار لسهلت على هذا الصحافي العربي الرد على السؤال بعدم الرد، ولتمكن من الامتناع عن الاجابة ولم يضطر للمراوغة الى درجة الكذب على الهواء مباشرة.
نحن نمارس الكذب اليومي خوفا من الآخرين. وبعضنا يدعي المرض كي لا يلبي دعوة للعشاء او يدعي النوم كي لا يرد على الاتصالات الهاتفية. وكأن الاعتذار مرتبط بالخطيئة، وكلمة «آسف» جريمة لا تغتفر.