صلاح الساير
والدمع من عينيها ينهمل، مالت عليّ تشتكي لوعة العشق. فكلما اقتربت من حبيبها زاد بعدا وابتعادا. تغسل مسامعه بأعذب الكلمات ويسوطها جلافة وقسوة. تذكر تاريخ انتهاء تأمين سيارته! وينسى تاريخ ميلادها. تهاتفه في اليوم الواحد مرات وهو بالكاد يهاتفها في الشهر مرة يتيمة.
انتظرتها حتى جفت دموعها وفرغت حنجرتها من الكلام. وبعد «البكي والحكي» مالت عليّ فسألتها السبب، ولم الصبر على كل هذا العذاب؟! قالت: انها تخشى فراق الحبيب ففيه شقاء وهلاك اكيد، فلا ليلى احتملت بعاد قيس ولا عبلة صبرت على فراق عنترة بن شداد.
اعتدلت في جلستها ثم عادت ومالت علي فحاولت ان اذكرها بأن قيس العاشق جن واصابه الخبل بسبب فراق ليلى، وان عنترة العبسي حاول تقبيل السيوف في ساحة الوغى لان السيوف لمعت كبارق ثغر عبلة المتبسم. فأين محبوبك من كل هذا؟! فلا هو بالمجنون ولا هو ابو الفوارس عنترة. فأرجوك ان تفكري في نفسك وتحرصي على كرامتك يا سيدتي.
مالت علي وطالعتني بنظرة ازدراء، وقالت (وي.. مالت عليك.. صج ما عندك سالفة)!