قبل سنوات وفي دولة خليجية حدث ان ذهبت جائزة التأليف إلى أكاديمي عربي حصل عليها عن كتاب له تبين بعد ذلك أنه بحث مسروق قام هذا الأكاديمي بسرقته وإضافة بعض الرتوش عليه ونسبته إلى نفسه، وبعد افتضاح الأمر المخزي سارعت المؤسسة المنظمة للجائزة بسحبها بيد أنها عجزت عن استرجاع القيمة النقدية التي حصل عليها ذلك الأكاديمي سارق النصوص!
***
الجانب الأهم في تلك الحادثة ان الجهة المنظمة للجائزة لم تعاقب أحدا حيث استمر الحال مثلما كان، كما أن أحدا من المسؤولين عن ذلك الخطأ الجسيم في تلك المؤسسة المانحة للجوائز لم يبادر بتقديم استقالته كتعبير عن الاعتراف بالخطأ أو الندم، وتلك ظاهرة يمكن ملاحظتها بوضوح تتمثل في غياب حمرة الخجل عن وجنات بعض المسؤولين العرب الذين تتمتع جباههم بخاصية عدم التعرق.
***
يحدث في مجتمعاتنا ان يتصدر المجلس شخص يتحدث عن الفساد وينسى تاريخ والده الوظيفي الذي تسبب في ثروتهم الخاصة عبر العلاقات المشبوهة مع الفاسدين. فالجميع يرمون الناس بالحجارة وينسون بيوتهم الزجاجية. وعن الإحساس بالمسـؤولية أتذكر ما كتبه أحد اليابانيين مـن الذين عاشوا زمنا في بلاد الــعرب وسجل العديد من الملاحظات ومــنها «ان انعدام حس المسؤولـية طـاغ في المجـتمع العربي»!
www.salahsayer.com
salah_sayer@