صلاح الساير
ليسامح الله النقاد في عالمنا العربي الذين كلما شاهدوا عملا من الأعمال الفنية العربية راحوا يتفذلكون على رؤوسنا، ويقدحونه بالكلمات الموجعة، ويقارنون بينه وبين الفنون العالمية التي تنطوي على رسائل تحث المجتمع وتدفعه نحو القيم العليا، وينسى هؤلاء النقاد الكرام ان المجتمعات البشرية ليست على درجة واحدة من الثقافة.
في المجتمعات المتقدمة يبدع الفنانون أعمالا رصينة ورائعة تشابه مجتمعاتهم مثلما يبدع الفنانون في عوالمنا المريضة فنونا تشبهنا، ذلك ان الجماهير العربية متعطشة، على الدوام، للفنون الساذجة، أما تلك التي تحاول الالتزام بالقيم والمثل الطيبة فلا سوق لها ولا رواج ولا جمهور، ذلك ان مزارع البطيخ لا تنتج تفاحا، ومثلما تكونون «يفن» عليكم.
في الكويت وقبل اكثر من ربع قرن من الزمن استمع الناس لأغنية حاولت ان تكون أغنية مسؤولة وملتزمة بهموم المجتمع من خلال حث الناس على التصدي لمشكلة غلاء المهور، وتقول كلماتها «يا فرحتي مهري ربع دينار»، وبمرور الأيام تناسى الناس الأغنية وارتفعت المهور الى أرقام خيالية، فالناس في عوالمنا تفعل ما تريد لا ما يريده الفن.