صلاح الساير
الكلمة أنثى، وكذلك العبارة والجملة والفكرة والمفردة والصياغة والفاصلة والنقطة نسوة يطاردهن الكاتب في بياض الورق. بعض العبارات فاتنات (خفرات) مصونات كما الدر في اصدافه لا يحسن جلبه الا الغواصون المهرة الذين يعرفون اسرار البحر / الحبر ويدركون مشقة الغوص ولذة المغامرة والكتابة.
بعض المفردات شائهات، متشابهات، كمثل نساء عمليات التجميل، قالب مكرور، شفة متورمة وأنف مركول الى الأعلى، ليس لملامحهن هوية خاصة. بعض الصياغات في الكتابة كمثل صياغة المجوهرات تستدعي الدقة والصبر الجميل، وبعض الكتابات مثل الزَّبد الذي يقذفه البحر على السواحل.
من يكتب كلمات رخيصة وافكارا رخيصة يكون كالرجل الذي يعقد قرانه على امرأة سوء، بلا حياء، ترمي قاذورات بيتها عند مدخل بيت الجيران. وحده الكاتب الذي يجول في اودية الفكر يطارد الكلمات الجامحة والافكار المتوحشة ليروضها، يكون الفارس الذي يأتي الى الحفل بصحبة حسناء يضوء الطهر من جبينها الوضاء.
بعض الكلمات خؤون تغدر بكاتبها وان كان عالي الكعب قديرا، وبعضها كمثل السلاح في يد الطفل يجرح دون قصد.