حالما تأكدت الاستخبارات الروسية من سبب سقوط الطائرة في سيناء وأنه يعود إلى انفجار قنبلة وضعت فيها، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أوامره إلى الجهات المختصة بتعقب الإرهابيين و(معاقبتهم)! وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تسمح للدول بالدفاع عن أمنها في حال تعرضها للاعتداء المسلح، مثلما فعلت مصر حين قصف طيرانها الحربي مواقع «داعش» في ليبيا مطلع السنة الحالية.
****
من الواضح ان المنطقة تتعرض لتحديات كبرى ومتغيرات حادة بيد ان مبادرات حكومات المنطقة لم تزل ضعيفة ولم ترق إلى حجم هذه المتغيرات والتحديات العابرة للسيادة الوطنية. فالشعب الروسي أو سواه من الشعوب لا يتحملون مسؤولية الثغرات الأمنية في الدول الأخرى، أو استمرار أوكار تفريخ الإرهابيين أو استمرار هيمنة الثقافة المنتجة للإرهاب. لذلك ينبغي على دول المنطقة الشروع في نهضة «تحديث» تضع حدا لما يمكن أن يجري ضدها في المقبل من الأيام.
****
لا أحد، اليوم، بمقدوره ان يعيش في جزيرة معزولة. فالعالم أصبح حقا قرية صغيرة، ولا يكفي التحجج بالسيادة أو التعذر بالخصوصيات الثقافية أو العادات والتقاليد الاجتماعية. فالدولة- أي دولة- مرتبطة بالعالم الذي تسوده المفاهيم البشرية العامة وعلى الدول الالتزام بتلك المفاهيم والمعايير وضبط الأمور على نحو يمنع الاعتداء على الدول الأخرى التي يمكن لبعضها (الدول المتقدمة علميا) إرسال متطرفين ينشرون أوبئة مصنعة في المختبرات العلمية لتقضي على شعوب المنطقة خلال فترة وجيزة!
www.salahsayer.com
salah_sayer@