صلاح الساير
«الطفولة كفيلة بتحقيق اكبر قدر ممكن من الحياة بكل عفويتها، فان تكون طفلا هو ان تعيش متعة التصورات دون رقيب حيث لا تأثير لثقافة، وهذا كان يمنحنا اقامة علاقة من نوع خاص مع الكائنات ومع الجمادات حيث كل شيء كان ينطق ويعرفنا بنفسه كما نشتهي حين كنا نعيش لذة الأسئلة المطلقة».
انقل هذه العبارات من مقدمة كتاب «تقديس الشهوة» للكاتب إبراهيم محمود، الذي يشير الى مرحلة الطفولة ويصفها «بالقوة» التي كانت تمنحنا القدرة على الانطلاق صوب اللامتناهي قبل الوصول الى مرحلة التردد أو الجبن العقلي حسب تعبير الكاتب الذي يضيف: «ان جبننا العقلي او غياب او ضعف تلك «القوة» هو المسؤول عن بؤسنا في وجودنا حيث نستهلك بأسئلة مؤطرة، وبإجابات اجترارية وبسلوكيات قطيعية. فثمة عداء للمختلف، وانتشاء بالعطالة الذهنية وبالرتابة الفكرية، ولهذا فإن ألد خصوم الجديد هم الذين يعتبرون أنفسهم رموز ثقافة ومرجعيات عقل المجتمع».
من الواضح ان الكاتب يستنهض فينا شجاعة عقلية تساعدنا على الوقوف في وجه رموز الثقافة في المجتمع. فمن يمتلك مثل هذه الشجاعة النادرة؟!