إصرار عجيب من السلطتين التنفيذية والتشريعية على اعتبار طلاق الزوجين مشكلة عويصة تهدد الأمن الوطني حيث ينبغي التصدي لها بالاجتماعات والنقاشات واقتراحات غريبة تتحدث عن دورات تثقيفية تعلم الناس مفاهيم الارتباط الزوجي وأصول العلاقات الأسرية. ولم يتبق للسلطتين الحنونتين الرقيقتين في غمرة هذا الحنان الطافح سوى جلب الخبز والحليب إلى منازل الناس كل صباح!
***
الطلاق أمر مكروه بيد أنه يحدث في كثير من المجتمعات المسلمة مثله مثل سائر الاتفاقات والارتباطات والتعهدات والاخفاقات البشرية. كما يحدث في المجتمعات المسيحية على نحو صامت نتيجة لعدم السماح بإجراءات الطلاق. وفي كثير من الأحايين يكون الطلاق صامتا او مدويا حلا لمشكلة قائمة، وخير للأطفال الصغار العيش في هدوء بعيدا عن صخب المشاجرات الزوجية التي يصل بعضها إلى المخافر والفضائح.
***
في مجتمعنا المحلي (الصغير) أضحى الطلاق كارثة الكوارث بسبب القيمة التي أضفناها عليه حين أمسى الطلاق معيبا للمطلقة أو سلاحا بيد الزوج أو نحو ذلك، ونتيجة لهذه القيمة الافتراضية سوف ترتفع معدلات الطلاق أكثر حتى يبلغ المجتمع درجة التشبع فتسقط القيمة الوهمية وتتغير بعدها الأحوال تلقائيا، فيكون الانفصال الزوجي من الامور المعتادة وغير الطارئة ولا تستوجب اجتماع الحكومة والبرلمان!
www.salahsayer.com
salah_sayer@