صلاح الساير
هل تتحول الاغنية التراثية «هب السعد» التي ينشدها الكويتيون في حفلات الزواج الى «هب الحزن» بعد اندلاع النيران في العرس الكارثي وسقوط الضحايا الابرياء؟ ام ان هذا الحادث الأليم الذي اوجع قلب البلاد مأساة وطنية تستدعي مواجهة الذات بشجاعة تهدف الى الخلاص والتطهر.
ان وقوع جريمة ما في بلد ما لا يعني ان جميع اهل البلد مجرمون، غير انه من النافع المفيد عدم فصل الحوادث الفردية عن مجرى سير المجتمع وتحولاته، خاصة عندما يكون وراء الحادثة او الكارثة فاعل لا يرمي الى تحقيق هذه النتيجة الكارثية التي ينطبق عليها القول ان اكبر الحرائق من مستصغر الشرر.
أقصد ان غياب الاحساس بالمسؤولية لدى العديد من افراد المجتمع الكويتي، والاستقواء بالاوهام والاخيلة منذ الصغر، وتفشي الكبرياء الكذوب وتفاقم فوضى المشاعر وتزايد حالات التفلت من القانون وهيمنة الرخاوة الفكرية على المجتمع مؤشرات خطيرة تستدعي الفحص والتحليل والمواجهة.
ندعو بالرحمة للضحايا، والشفاء للجرحى، والصبر لذويهم، مثلما ندعو الى قرع جرس الانذار.