صلاح الساير
عرس النار الذي اندلعت حرائقه في الجهراء يتشابه في نتائجه المأساوية مع العمليات الإرهابية التي تتقصد ضرب الأماكن المزدحمة بالناس بهدف ازهاق أرواحهم دون ان تكون لهؤلاء الناس علاقة مباشرة بالفاعل.
فالضحايا الذين سقطوا في العرس كانوا مدعوين الى حفل زفاف ولم يكن حضورهم كطرف في القضية الشخصية التي أشعلت الحريق، فتساوى موتهم مع موت الأبرياء الذين ينزلون فندقا يتعرض للتفجير على يد عصابة إرهابية.
صحيح ان الإرهاب جريمة تحدث بهدف قتل اكبر عدد ممكن من الناس بعكس جريمة عرس النار التي حصدت أرواح الأبرياء دون ان تتقصدهم، غير ان الصحيح أيضا هو ان «ثقافة العنف والقسوة» تجمع ما بين الجريمتين المتشابهتين في النتائج.
إن انتشار ثقافة العنف والقسوة في مجتمعنا الكويتي ظاهرة مؤسفة تتجلى على أكثر من صعيد، منها ازدراء الوافدين وتجاهل أهلنا البدون وكذلك التهور في قيادة السيارات وشجارات الشبان والاعتداءات المتكررة على الأطباء والمعلمين ورجال الأمن، كما تتجلى في خلافات الرأي بين كتاب الصحف.
انها نار دون لهب تستعر فينا ونحن الحطب.