صلاح الساير
هذه المرة لا اكتب عن حريق الجهراء بل اكتب بسببه، فالكارثة حدثت نتيجة طيش وتهور بصرف النظر عن الدافع العاطفي، لذا أشير الى ان الانفعالات العبثية الطائشة ظاهرة لافتة في مجتمعنا الكويتي وربما انسـحبت هذه الظاهرة على الأنشطة الإرهابية التي تغلب على ملامحها النزعة الصبيانية او المراهقة الفكرية او العقائدية.
فالرخاوة الفكرية السائدة وسهولة الحياة ونمطيتها ورفاهيتها وضمور الطموحات الشخصية وغياب المرجعيات الرصينة وعدم توافر النموذج الأمثل، كل ذلك يسهم في سلب الثقة من الفتيان والفتيات ويضعف من رصانة الذات في مجتمع تتفاقم فيه ثقافة العنف والقسوة، وذلك أمر يتحول الى طوفان يجرف العديد من الأفراد الى ارتكاب أعمال تخرج من دائرة المنطق السليم.
عرس النار في الجهراء كمثل الخلايا الإرهابية في الكويت، كمثل حوادث المرور القاتلة إشارات تعكس محنة حياتنا الاقتصادية والاجتماعية في بلاد عصفت بها التحولات فغيّبت عنها قيم العمل والإنتاج والطموح والوعي والرصانة الفكرية، وغلب الطيش والتهور والانفعال على سلوك الأجيال الطالعة.
نحن نشكل مجتمعا يتوجع بنا فمتى نصغي الى آهات الوجع؟