صلاح الساير
أطلق الكويتيون، قديما، كلمة «عكس» على الصورة الشمسية، والمصور «عكاس» لأنه يعكس صورة الوجه على الورق، وقد مر تصوير الأشخاص بتطورات كثيرة، بداية من نقش صور الوجوه الآدمية على جدران المغارات والمعابد، مرورا برسومات لوحات «البورتريه» وانتهاء بتصوير كاميرات الديجتال.
شغف الإنسان بالصور الشخصية وعلق صور الأجداد والأحفاد وسائر الأحبة على جدران المنزل أو علّاقات المفاتيح. وطبع الملوك والقادة صورهم على العملات النقدية وطوابع البريد، واعتقد البعض برؤية صور الشخصيات الدينية على القمر، أما الدوائر الرسمية فتطلب صورا شخصية لإصدار الهويات الثبوتية.
لم يكتف المصريون بالكاميرات الفوتوغرافية بل طلبوا من (الزمن) تصويرهم حين أنشد عبدالحليم حافظ في الستينيات يقول «كلنا كده عايزين صورة تحت الراية المنصورة»، وفي كويت السبعينيات اشتهرت أغنية «صورة حبيبي صورة» وحين نرغب في وصف امرأة حسناء نقول انها صورة.
الصورة قد تقتل صاحبها، فـ «نرسيس» هام بصورته المنعكسة على سطح البحيرة حتى غرق في الماء وطلعت على ضفاف البحيرة زهرة النرجس وأصبحت هذه الأسطورة رمزا للنرجسية وعشق الذات.