صلاح الساير
هل غيرت المخترعات الحديثة طرائق تفكير البشر؟ هل بدلت الاكتشافات العلمية سلوك الناس ومعتقداتهم؟ ام ان التكنولوجيا لاتزال تتقدم وتتطور لتقذف في حياتنا الجديد والمدهش ونحن باقون نراوح في المكان ذاته الذي فرضته علينا الميثولوجيا التي تناقلناها عن الآباء والاجداد؟
يحكمنا الجنرال «أمس»، وتحركنا اساطير الاولين، المقابر مرجعيتنا الوحيدة، والماضي يحدد ذائقتنا ومفاهيمنا وسلوكنا اليومي، فطالب العلم يتوجه الى المدارس والمعاهد والجامعات ليحفظ نظريات وتعاليم ودروس المعلمين والعلماء والفلاسفة والاطباء والمفكرين والمخترعين مثل سقراط وانشتاين وابوقراط لكن هذا الطالب يبقى في جوّانيته مؤمنا بتعاليم جدته الامية التي لم تقرأ في حياتها سطرا واحدا.
لو كانت العلوم والمعلومات والمعارف ذات اثر في سلوك ومعتقدات البشر لما اختلف الياباني عن الفرنسي عن المصري عن الهندي بفروق تفوق اللون والشكل والملامح، فقد يعمل هؤلاء الاربعة في مصنع كمبيوتر واحد غير ان سلوكهم في المنزل مختلف، ذلك ان النظرية العلمية مرجعيتهم الوحيدة في المصنع، اما في منازلهم فمرجعياتهم تختلف بحسب الاساطير التي صاغت ذهنية كل واحد منهم.