في أكثر من بقعة عربية عجز الناس عن الاتفاق على إقامة دولة «عصرية» قابلة للعيش والمشاركة بفاعلية في المجتمع الدولي. ورأينا في وسائط الإعلام وتقارير الأخبار كيف انقسمت بعض الدول العربية بين أقليات ارتهنت لقيادات خائنة وأكثريات تلهث وراء «الديموقراطية» بغرض السيطرة على مقدرات البلاد كي تشرع في تحقيق حلمها بالعودة إلى الماضي وإقامة الدولة الدينية.
****
أضحى حال بعض الدول العربية كالمستجير من الرمضاء بالنار. يسقط الطاغية فيخرج من بين الناس مئات الطغاة. يقوم الشبان الثائرون في ليبيا بقتل القذافي فيخرج من بين صفوفهم مئات القتلة «الدواعش» الذين يهددون العباد ويدمرون البلاد، ويسهمون في تهديد السلم العالمي، الأمر الذي قد يستدعي تدخل المجتمع الدولي على نحو جديد، فتبادر هيئة الأمم المتحدة بوضع مواصفات للدولة العصرية وكفى الله المؤمنين القتال.
****
بعض تلك المواصفات الدولية ظهرت ملامحها في وثيقة المبعوث الدولي إلى سورية التي وصفت سورية المستقبل بأنها (دولة ديموقراطية غير طائفية تقوم على المواطنة، وسيادة القانون، واستقلال القضاء، والمساواة في الحقوق، ولا تميز بين الأعراق أو الأديان أو اللغات أو الثقافات. أما النساء فيتمتعن بالمساواة في الحقوق، وتتوجب مشاركتهن بنسبة لا تقل عن 30% في جميع مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار).
****
وثيقة السيد ديمستورا ترسم شكل دولة «علمانية» تقطع الطريق أمام أي دعاوى مستقبلية لتيارات الإسلام السياسي يمكن أن تحول سورية إلى ليبيا جديدة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@