تعاني جميع دول العالم من آفة الفساد الذي يصعب التخلص منه بصورة نهائية بسبب ارتباطه بطمع الإنسان، وشهوة الاستحواذ والنرجسية.
وقد بات من الضروري ابتكار وسائل جديدة وشجاعة وربما «حلمنتيشية» تسهم في القضاء على الفساد، فما عادت الدول تنتفع بشعار «الفساد يعطل التنمية» أو تأسيس أجهزة رسمية لمكافحة الفساد والمفسدين الذين تتلطخ أيديهم بجرائم الاعتداء على المال العام واستخدام السلطة لتحقيق المصالح غير المشروعة.
****
أحد الظرفاء يقول ان الفساد يلتهم من الأموال ما يتجاوز المبالغ المرصودة للإنشاءات.
فالشارع الملطخ بالفساد والذي كلف الدولة 100 مليون دولار ـ على سبيل المثال ـ لن يصمد طويلا، وسرعان ما يتشقق الأسفلت، وتتهدم الأرصفة، وتظهر الحفر، ويجأر الناس بالشكوى، فتضطر الدولة إلى رصف الشارع ثانية بكلفة 100 مليون اخرى، فيكون الشارع قد استنزف من خزانة الدولة 200 مليون + 50 مليون دولار ميزانية حملة اعلانية لتجميل صورة الحكومة!
****
يقترح صاحبنا الظريف إقامة جهاز لمكافحة الفساد ترصد له ميزانية ضخمة، ليقوم بتكريم الفاسدين! وتوزيع مبالغ سنوية عليهم شريطة تعهدهم بعدم منافسة الشركات المحترمة.
وعودة إلى الشارع (الذي كلف 200 مليون + 50 مليون حملة إعلانية) يضيف صاحب الاقتراح الحلمنتيشي أننا لو اعطينا الفاسد 50 مليون دولار مباشرة ليتقاسمها مع أصحابه المرتشين، لوفرنا على الدولة 200 مليون وأوجدنا شارعا جيدا مناسبا للاستهلاك الآدمي.
www.salahsayer.com
salah_sayer@