صلاح الساير
نقرأ في كتب اللغة: خاس الشيء يخيس خيسا تغير وفسد وانتن، وخاس الطعام والبيع كسد حتى فسد، ويقال للشيء حين يبقى في موضعه فيفسد: خائس، وخاست الجيفة اي اروحت، ويقال اروح اللحم انتن، واروح الماء تغيرت رائحته، ويبدو ان «الخيسة» صفة ملازمة لبحر الكويت، وإلى التفاصيل:
ففي بعض أوقات الجزر وانحسار المياه عن الساحل تنبعث من هذا البحر باتجاه المدينة رائحة كريهة خائسة يطلق عليها الكويتيون تسميات طريفة، غير انها روائح تنبعث لأسباب طبيعية لا علاقة لها بالتلوث الذي يتعرض له بحرنا هذه الأيام على يد قتلة الحياة الفطرية.
(الخويسات) موضع قرب الساحل الغربي لجون الكويت وأصل التسمية من الخيس وهو الشجر الكثير الملتف من القصب والنخل، ولا علاقة للاسم بالتلوث البيئي، وكذلك في هذا الجون «المظلوم» وتحديدا قرب المستشفى الصدري يوجد موضع بحري يحمل اسم «الخيّوسه» يعرفه هواة صيد الاسماك.
غير ان أوثق العلاقات بين البحر و«الخيسة» تجلت في الملوثات التي نقلتها مياه الصرف الصحي الى البحر على اثر فضيحة مضخة مشرف. ولا حول ولا قوة إلا بالله.