صلاح الساير
من فضائل هذه الحكومة أنها صموت. لا تفصح ولا تشرح ولا تضرب ولا تطرح وقد ينطوي الصمت على حكمة وتعفف وايمان بأن الجهر بالأعمال تظاهر فج وعلانية مكروهة. كما انها حكومة غير مبادرة وذلك دليل على فطنتها ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة، خاصة ان الشعارات المرورية تحث على عدم السرعة. وان يصل المرء متأخرا خير من الا يصل.
بيد ان افضل فضائل هذه الحكومة قدرتها على تنمية الحراك الكلامي في الديوانيات والحراك الكتابي في الصحف. ولو كانت هذه حكومة «شكل تاني» مبادرة وفاعلة ربما لن يجد الناس في الديوانيات موضوعات يتحدثون حولها وستغلق الديوانية أبوابها، كما لن يجد الصحافيون سبقا عن كارثة يتسابقون على نشره في الصفحات الأولى.
هذا الكرم الحكومي يضاف الى فضائلها الكثيرة، فلولا وجود هذه الحكومة لاختفى عدد كبير من الكتاب والصحافيين او انضموا الى طوابير المسرحين وعانوا الفاقة والعوز او انهم عادوا مثلما كانوا في الظل لا يعرفهم سوى الأهل والمعارف والأصدقاء المخلصين. فألف ألف شكر أيتها الحكومة الكريمة.