صلاح الساير
تدرج على ألسنتنا جميعا أخطاء شائعة تتعلق بالحقائق العلمية أو المعلومات التاريخية أو النطق الخاطئ أو المعاني المغلوطة لبعض الكلمات. وبعض هذه الأخطاء قديم تراكمت عليه الأزمنة.
ففي لهجتنا الكويتية وعندما نمتدح طريقة الشخص بالكلام نقول «فلان ذرب أو انه ذرب اللسان» متوهمين أن الذرابة تعني الجودة أو الطلاوة والحلاوة، وذلك أمر يتناقض وصحيح اللغة العربية، فحين نفتش في عدد من المراجع التراثية، نقرأ التالي:
«الذّرِبُ الحاد من كل شيء، وذَرِبَ لسان الرجل يعني فسد، وفلان ذرب اللسان معناه فاسد اللسان، وهو عيب وذم. وقيل الذرب هو الشتام الفاحش البذيء الذي لا يبالي. وألقى بينهم الذرب أي الاختلاف والشر. والذّرَابُ السم. وسيف ذَربٌ ومُذَرَّبٌ السيف المنقوع بالسم، وذرب الجرح فسد واتسع، والذرب المرض الذي لا يبرأ».
قدم شاعر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشد قصيدة مطلعها «يا سيد الناس وديّان العرب... اليك اشكو ذِربةً من الذِّرَبْ»
وفي شرح القصيدة نقرأ ان الشاعر أراد بالذربة امرأته وكان يشكو فساد منطقها وسلاطة لسانها.
الله يكافينا الشر!