صلاح الساير
في كلمته بمناسبة العشر الاواخر من رمضان، اشار صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، حفظه الله ورعاه الى اهمية المحافظة على وحدتنا الوطنية «التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن» كما حث سموه المواطنين على الحفاظ على هذه الوحدة وصونها من كيد العابثين والحاقدين.
فالاوطان وان احتوت البحر والصحراء والسهل والجبل فانها ليست كالبحار ولا الصحارى او السهول والجبال التي تبقى ثابتة دون رعاية مباشرة من الانسان، اما الاوطان فمثل البساتين بحاجة الى الرعاية والسقاية والتشذيب والاهتمام والا تحولت الاوطان ـ البساتين الى اطلال ينعق البوم في خرائبها.
وكما أن الانسان بحاجة الى وطن يقدم له الرعاية والاحتضان والظل الظليل فكذلك الاوطان بحاجة الى ابنائها الذين يقدمون لها الرعاية والحماية ويسعون الى تعزيز هويتها الوطنية، وتلك واجبات مقدسة واهداف نبيلة لا يمكن تحقيقها دون تعميق الوعي الوطني ونبذ الانفاس الانعزالية والكف عن التراشق بالماضي والتنابذ بالالقاب والتمترس في النعرات الهمجية.
لقد انطوى الخطاب السامي على معان عميقة ينبغي التأمل فيها وجعلها نبراسا يضيء لنا الدرب في هذه الظلمة الخرمسية.