صلاح الساير
للأعياد وقع مختلف في النفس البشرية تبعا للمجتمعات التي تعيش فيها. فالعيد في المانيا يختلف عن العيد في الكويت التي تغيب عنها قيم العمل وتكاد تختفي هواجس الكدح وطلب الرزق لدى مواطنيها الذين يتوافر لهم الوقت للزيارات الأسبوعية أو اليومية في بلد صغير المساحة يمتلك جميع مواطنيه سياراتهم الخاصة.
فذلك واقع كويتي يختلف عما يجري في المانيا حيث يعيش الألمان تحت ضغوط العمل والإنتاج فلا يملكون الوقت الكافي لتبادل الزيارات العائلية أو القيام بالمناسبات الاجتماعية. لذا يهتم الألمان، على سبيل المثال، بالاحتفال في عيد الميلاد (الكريسماس) الذي يشكل لهم فرصة للتواصل مع الأهل والمعارف.
إن فرحة المهندس الألماني القادم من مدينة هانوڤر إلى ميونيخ في ولاية باڤاريا ليشارك الأهل بالكريسماس تختلف عن فرحة الموظف الكويتي وهو يبارك لأهله بأول أيام العيد بعد شهر من اللقاء اليومي على مائدة إفطار رمضان.
كما ان فرحة طفلة مصرية في مدينة الفيوم بفستان العيد تختلف عن فرحة طفلة كويتية غارقة في بحر من الألعاب والثياب وجولات المولات.