صلاح الساير
وصف الله المنافقين بقوله (كأنهم خُشبٌ مُسنَّدة) كما وصف امرأة أبي لهب بأنها (حمّالة الحطب)، والفرق بين الخشب والحطب ان الاول يستخرج من الاشجار، أما الحطب، حسب ابن منظور، فإنه «ما أعد من الشجر شبوبا للنار»، فالخشب يُصنع والحطب يُجمع، والخشاب بائع الخشب، أما الحطاب فهو الذي يحتطب الحطب.
نقرأ في نشيد الاناشيد ان «الملك سليمان عمل لنفسه تختا من أرز لبنان»، فمنذ أزمنة قديمة استطاع الانسان تحويل جذوع الاشجار الى ألواح خشبية ليستعملها في البناء وصناعة الاثاث والسفن وبناء الجسور فوق الانهار قبل أن تنتبه البشرية الى الاضرار البيئية الناجمة عن قطع الاشجار.
يشعل البدوي النار في «جروم» نباتات الارطى والرمث والعرفج وسواها من جروم أو جذامير دفينة. وفي مطلع احدى القصائد الشعبية الشهيرة يقول الشاعر «لا ضاق صدري جبت وقدة جذامير/ واشعلت نار مثل نار الحرابه» وفي «المخصص» نقرأ لابن سيده «الجذمور هو اصل الشجرة وهو العرق المستقيم ارومته في الارض».
وعندما يتم التراضي بعد خصام نقول في اللهجة المحلية «طاح الحطب» بمعنى انتهاء حالة الجفاء وعودة حالة الرضا.