صلاح الساير
تواجه الصحافة في الكويت تحديات مهنية كبيرة ومعوقات فنية كثيرة يصعب تجاوزها دون المواجهة الشجاعة والعمل على تطوير الصحافة بهدف مواكبة مستجدات المرحلة الجديدة، وذلك امر لن يتحقق ما لم تبادر الصحف الكويتية الى توزيع خوذات لحماية الرأس على جمهور القراء!
نعم خوذات حديدية كتلك التي يعتمرها الجنود في جبهات القتال لتحمي رؤوسهم من طلقات نار الاعداء او النيران الصديقة، فربما يسهم هذا الاقتراح الغريب في تطوير الصحافة الكويتية في مرحلتها الراهنة، بعد ان تحولت صفحاتها ومواقعها الالكترونية الى ميدان للقصف والقوة المفرطة.
كانت الكتابة في الماضي تشكل خطرا على الكاتب وحده، اما اليوم فقد اصبحت القراءة مصدر الخطر الذي يتهدد القراء وصارت الخنادق المكان المناسب للقراءة بدلا من المكتبات، وربما تمتنع البقالات عن بيع الجرائد اليومية في المستقبل القريب وتتحول محلات السلاح وبنادق الصيد الى منافذ معتمدة لتوزيع الصحف.
ففي هذه المرحلة «الرامبوية» اصبح المقاتل السينمائي «رامبو» النموذج الاعلى لبعض الكتاب الصحافيين او القناصة الورقيين، وأضحى الحبر حربا، وأمست الكلمة لكمة، والجملة لجمة، والعبارة «بعارة»، ويا رب سترك!