صلاح الساير
كتبت يوم أمس عن الكتابة الصحافية التي أصبحت في بلادنا مثل لعبة التصويب في مدن الملاهي واشرت الى ظاهرة المعاياة في الصحافة الكويتية (فإذا كتب كاتب عن الشمس يعيب عليه آخر انه لم يكتب عن القمر) وكأن الكاتب او الصحافي ملزم باستشارة الآخرين حول الموضوعات التي يكتب فيها او ينشر عنها.
الموضوع الذي يكتب عنه الكاتب هو الذي ينبغي ان يحاكم عليه، فإن كتب ضد أداء فريق النادي العربي، على سبيل المثال، يتوجب على ناقديه ألا يخرجوا عن الموضوع فيأخذوا عليه انه لم يكتب ضد اداء فريق نادي الساحل، فتلك معاياة سقيمة تجرنا باتجاه الارهاب الفكري وقهر الأفكار والآراء، والقهر لا يستقيم والحريات المزعومة.
مخلصا اهمس في اذن من يمارس مثل هذه التصويبات الانتقائية، وان اجاد الكر والفر، ان يحذر من شرور التفاسير الخبيثة التي قد تسحب صفة البندقية من قلمه وتخلعها عليه شخصيا، فيظهر هو وكأنه اداة في يد الآخرين كما قلمه اداة في يده، او كأنه بندقية في يد قناص يتمترس في الظلام.
باختصار إنها النار التي قد تحرق اصابع اللاعبين بها.