بعيداً عن الانثروبولوجيا والسيكولوجيا والبيولوجيا و«الكلام وجيا» أشير إلى أمثلة من واقع الحياة، وأنطلق مباشرة إلى صلب الموضوع. فالذي يرغب في رؤية شبان من الهنود أو من الفلبينيين يعيشون في الخليج يذهب في الصباح الباكر في أيام العطل إلى الساحات العامة ليجد الهنود يلعبون رياضة الكريكيت. والفلبينيين، رغم قصر قاماتهم، فإنهم يلعبون كرة السلة، أما الذي يرغب في رؤية شبان عرب (من جميع الدول) فيحرص على الذهاب ليلاً إلى مقاهي الشيشة ليجدهم هناك يهيمون بين الأدخنة.
>>>
أكتب مثالا حيا، لا رأي أو وجهة نظر يمكن التلاعب فيها أو الاختلاف معها. فالرياضة بعيدة عن اهتمامات العرب الذين يغرم بعضهم برياضة كرة القدم من فوق مدرجات الجمهور أو أمام شاشات التلفزة في الديوانيات أوالمقاهي، ومتى ما مارس بعضهم لعبة فتكون لعبة الكسالى كالورق «الشدة» أو لعبة «الطاولة» وأذكر أني عندما كنت أبحر في العطل الاسبوعية إلى الجزر الكويتية في الصباح الباكر لا أجد فيها سوى الأوروبيين أما الكويتيون فجلهم يأتون بعد أن تبلغ الشمس كبد السماء.
>>>
هل من المحتمل أن تكون للرياضة علاقة بتميز الشعبين الهندي والفلبيني بالمهارات والانضباط والجدية والإنتاج؟ خاصة أن العلماء يؤكدون فائدة الرياضة وانعكاساتها الإيجابية على حيوية الجسد وتعزيز القدرات العقلية.
وبناء على هذه العلاقة الوثيقة بين العضل والعقل، هل يمكننا ربط حالة التخلف التي تعيشها مجتمعاتنا العربية بانعدام الرياضة وقلة الحركة؟ ففي جامعة الينوي الأميركية أثبت الباحثون أن عدم ممارسة الرياضة يضر بالخلايا العصبية للمخ، وأن الحركة البدنية تحمي الدماغ من التدهور!
www.salahsayer.com
salah_sayer@