أمسى العالم «ملخبطا مخربطا» يذكرنا، على الدوام، باسم «خليفة خلف خلف الله خلف خلاف المحامي» الاسم الشهير في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» بعد أن أصبح العالم متداخلا متعاكسا، «لا تعرف رأسه من كرياسه»، أو «كوعه من بوعه»، حسب الأقوال المأثورة. أو كمثل المخلوق المسخ الذي له زعانف سمكة وجناح طائر وأقدام ثور ورأس أفعى! ولعل أوضح الصور والأمثلة تقليعات الأزياء التي تصر على المشي عكس السير أو ضد المنطق، فعوضا عن تشجيع الناس على ارتداء الثياب المغسولة المكوية أمست الموضة تقدم لهم الثياب الممزقة بأغلى الأسعار!
***
عرفت البشرية رغبة الإناث في تزيين وتجميل أجسادهن وبالأخص وجوههن. أما اليوم فالنساء يسعين إلى جراحات «تبشيع» يطلقون عليها عمليات تجميل! خاصة تلك التي تنفخ الشفاه لتبدو وكأن صاحبتها مريضة، سقيمة مصابة بتورم في فمها. ذلك أن الذي يجري في عالم التجميل لم تعد له علاقة بالجمال، فمذ عرفت البشرية زينة النساء والحاجب الدقيق الرقيق هو المثال الذي تتمناه المرأة، أما في عوالمنا المعكوسة فقد انقلب الأمر وأصبحت الكاعب الحسناء تقوم بتغليظ شعر الحاجب، وكأنها مصارع قوقازي، ولا أضيف أكثر كي لا تغضب القوارير مني.
***
في زمن تخربط فيه الناموس، واختل النظام، أضحى المرء لا يستغرب حين تشرق الشمس من المغرب، أو يكف الكويتيون عن التبرم، أو نشاهد العنقاء ومعها الخل الوفي يتسكعان في «الأفنيوز»! فالمستحيلات ظهرت والأضداد اجتمعت، وعاصمة «الشيطان الأكبر» توقع اتفاقا نوويا مع دولة تصفها بالمارقة. وخليفة المسلمين البغدادي خريج سجون لا خريج معاهد سياسية او دينية. والجيش العراقي يفر من المدن ويسلم أسلحته لـ «داعش» ليعود بعد سنوات وبمساعدة قوات التحالف إلى تحرير تلك المدن!.. الله يرحمك يا خليفه خلف خلف الله خلف خلاف المحامي!
www.salahsayer.com
salah_sayer@