«أصهب في بيت أبيض» عنوان مقال نشرته في هذه الصفحة، في شهر أغسطس الماضي، وذهبت فيه إلى ان «نجاح دونالد ترامب بالوصول إلى البيت الأبيض قد يسهم في تحولات إيجابية في المنطقة، فالرجل باندفاعه المعهود قد يفرض على المنطقة بأسرها تحديث مفهوم الدولة بحجة تجفيف منابع التطرف الديني، وقد يساعد ذلك على انتشال العرب من مرحلة اضطراب المفاهيم والشروع في بناء الدولة الدنيوية المعاصرة»، وقبل أسبوع فعلها الأصهب «الأشقر» ونجح في الوصول إلى البيت الأبيض، وأصبح الرئيس المرتقب للولايات المتحدة الأميركية.
>>>
بعد ظهور التنظيمات الجهادية مثل «القاعدة» و«داعش» وارتكابهما العديد من الاعتداءات الآثمة على أرواح الأبرياء في أوروبا انتشرت ظاهرة «الإسلام فوبيا» في المجتمعات الغربية، أما في الدوائر الفكرية والإعلامية الأميركية فإنهم يتحدثون منذ وقت عن الإسلام الراديكالي كعدو بديل للشيوعية، وللرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب موقف واضح وصارخ ضد التطرف الإسلامي، ولأن هذا التطرف الديني والاضطرابات والعنف ارتبطت بمنطقة «الشرق الأوسط» فإن الدول الخليجية معنية بالأمر أو انها، بعبارة أكثر دقة، أضحت في وسط المرمى!
>>>
الرئيس الجديد شخصية عاصفة، والشواهد كثيرة، ومن المحتمل أن يقود مرحلة «جمهورية» تشابه مرحلة حرب النجوم التي أفضت إلى انكسار الشيوعية، وذلك ليس أمرا سيئا بالضرورة، بل قد يشكل ريحا مواتية للتغير، حين تنحني المنطقة للعاصفة على نحو إيجابي، فتبادر دولها بركوب الموجة، وتسارع إلى صنع قوارب الابحار في لجة الحداثة السياسية والاقتصادية الاجتماعية، وتعمل على نفض الغبار عن مفهوم الدولة وتسعى إلى تحديثها، وسن القوانين التي تحترم حقوق الانسان وتطوير التعليم وتحديث المجتمع، مع الابقاء على خصوصيتنا المتعلقة بنظمنا السياسية، وإعلان الطلاق البائن من الإسلام السياسي والبراء منه.
www.salahsayer.com
salah_sayer@