يربط العديد من المحللين السياسيين وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية بصعود اليمين المتطرف، وذلك أمر يشكل بيئة جيدة لتفعيل نظريات المحافظين الجدد، وهي نظريات تتمحور حول «حاجة الاستقرار الداخلي للحرب الدائمة في الخارج، وضرورة البحث عن عدو.. الخ» وقد أصبحت تلك النظريات اليوم معروفة لدى القاصي والداني ومرصودة في المؤلفات والدراسات والتصريحات السياسية، كما تم تحديد ماهية العدو وأوصافه ومكانه، فهو «الإسلام الراديكالي» الذي أصبح «ايديولوجية سياسية» تتعارض مع قيم التعددية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
***
إعلان الحرب صدر، ويمكن القول إن أحد بنوده موافقة الكونغرس الأميركي على «قانون تطبيق العدالة على داعمي الإرهاب» JASTA والذي يسقط الحصانة السيادية عن الدول ويسمح بمقاضاة الحكومات. ومن المؤكد في حال نشوب هذه «الحرب الباردة» سوف تروج جماعات الإسلام السياسي حكاية المؤامرة ضد الاسلام! بيد ان العاقل يدرك ان الغرب عرف الإسلام قبل مولد هذه الجماعات السياسية المتطرفة بزمن طويل، وقد استقبل المهاجرين المسلمين ولم يجبرهم على تغيير دينهم، وأتاح لهم بناء مساجدهم لإقامة شعائرهم الدينية، والأمثلة كثيرة حول التسامح الديني في أميركا والغرب عموما.
***
العدو في المنظور الغربي ليس داعش كما يتوهم البعض، فداعش مجرد تنظيم غامض تم تصنيعه لأغراض محددة، أما العدو الحقيقي في نظرهم فيتمثل في الأفكار التي تؤمن بها جماعات الإسلام السياسي. وأقصد الأفكار الرائجة في مجتمعاتنا والمسيطرة على أذهاننا كأفراد، والتي حولت إيمان الإنسان بربه إلى «ايديولوجيا» تؤمن بتفوقها وحتمية انتصارها وتسعى إلى السيطرة على العالم مثلها مثل النازية والشيوعية التي حاربها الغرب من قبل وهزمها، فالنازية عنصرية تعتقد بتفوق بعض البشر، والشيوعية ديكتاتورية تلغي إنسانية البشر.
www.salahsayer.com
salah_sayer@