صلاح الساير
معلقا على حادثة «العجرة» أشار الزميل أحمد عيسى يوم أمس في صحيفة الجريدة الى «ان عددا من النواب حملوا الحكومة مسؤولية حادث لا يعرفون ماهيته، واتهموا كيانات هلامية غير محسوسة» وفي تعليقه على الحادث ذاته قال النائب مسلم البراك: «إنه سيدوس على رأس الحية بنعاله» غير انه لم يفصح عن هوية هذه الحية!
وفي مشهد ماراثوني تسابق عدد من الكتاب والنواب على وصف الحادثة بأنها «جريمة سياسية» وربطوها بقوى الفساد، وإن كان ذلك الوصف فرضية محتملة لم تتأكد بعد، فقد كان ينبغي على هؤلاء التريث وانتظار نتيجة التحقيق. بيد ان البلاد مرتهنة في قبو التفكير العجراوي «نسبة للعجرة» حيث القسوة والانفعال يتجليان في الكتابات الصحافية والتصريحات السياسية وغيرة الزوجات وقيادة السيارات والتعليقات في الإنترنت.
تداعيات حادث العجرة تشخص حالنا الراهن الواهن، فما عاد للعقلانية والحكمة موقع بيننا، وبعد ان كانت الانفعالية مرتبطة بالعامة صارت، للأسف تلحق بالخاصة، في بلاد أضحى فيها المثقف والسياسي يستجديان رضا أشباح الإنترنت بعد أن اختلطت الأوراق، وتخربطت الأدوار، وتبلبلت الألسن.