تكررت قبل سنوات في اليمن حوادث اختطاف الأوروبيين العاملين في شركات النفط، والتي غالبا ما تتم بعلم ونفوذ القبائل بهدف ابتزاز الشركات الأجنبية التي تنقب عن النفط هناك، فكتبت وقتها ساخرا عن «سياحة الإرهاب» وذكرت أن عالم السفر عرف السياحة الدينية والصحية وغيرها، وقد يتطور الأمر وتتحول رحلات السفاري والصيد إلى مغامرات سياحية وزيارة الأماكن التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية من اجل التعرض لعملية اختطاف وما يصاحبها من ذعر يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين وذلك هو سر متعة هواة الألعاب الخطرة الذين يشعرون بالسعادة جراء ممارسة تلك الألعاب!
***
المقالة القديمة الساخرة يبدو أنها تحولت إلى حقيقة تشي بها النكتة التي راجت قبل أيام ومؤداها أن أحد الشبان المتأثرين بالأفكار المتطرفة يلقب نفسه بـ«أبو القعقاع» بعث برسالة هاتفية إلى صديق له كتب فيها «أنا راح انضم للمجاهدين هل تأتي معي» فرد عليه الصديق قائلا: «المرة الجايه أخي.. أنا لسه راجع من بانكوك»! والمعنى أن الشباب يرون المشاركة في العمليات الإرهابية نوعا من الترفيه أو السياحة أو المتعة! فالتونسي «أنيس عماري» الملقب بسفاح برلين شرب الخمر وسكر وثمل وتجول في 3 دول أوروبية قبل أن يرتكب جريمته النكراء، وكأن الجريمة مدرجة في قائمة أنشطته السياحية!
***
تحدث أهل سفاح برلين في لقاءات صحافية عن «حالته النفسية المتردية وشعوره بالتوتر والغضب والفشل وخيبة الأمل» ومثل هذه التفاصيل لها علاقة مباشرة بالجريمة.
فالأعمال الإرهابية ربما كانت لتخفيف شحنة الغضب الداخلي لدى الإرهابي.
وأنقل عن أحد هواة رياضة سباق السيارات السريعة الذي يتحدث عن سبب تعلقه بهذه الرياضة الخطرة لأنها «منفذ لتفريغ شحنات الغضب وزيادة شعوري بالسعادة عندما أحاول السيطرة على الوحش الثائر داخلي»! كما أنقل عن فتاة تهوى ركوب «قطار الموت» وسائر الألعاب الخطرة المعروفة في المدن الترفيهية قولها: «إن الألعاب الخطرة تبدل مزاجي إلى الأفضل وتطرد الطاقة السلبية»
www.salahsayer.com
@salah_sayer