على عكس الذين «يرتأون توحيد المذاهب لاعتقادهم ان الناس اذا ما توحدت مذاهبهم توحدت قلوبهم وأفكارهم» فالأديب الراحل «ميخائيل نعيمة» يتحدى هؤلاء ويدعوهم، قبل ذلك، الى «توحيد اذواق الناس في المأكل والمشرب وفي الحب والكراهية وتوحيد احلامهم في الليل واهوائهم في النهار».
لم يكن «نعيمة» يرى في تعددية المذاهب والأديان ما يعيب المؤمنين، فتلك دروب متعددة تفضي الى خاتمة واحدة «فما المذاهب بأنواعها سوى مناقب كثيرة في جبل الوجود تؤدي الى القمة، فمادامت غايتك من مذهبك الوصول الى الله، وغايتي من مذهبي الوصول الى الله، فما شأنك معي اي طريق أسلك؟!»
يواصل ميخائيل نعيمة رفضه للهيمنة ويضيف «حذار يا صاحبي، ان تجعل نفسك أكرم من الله، وأعلم منه بذاته، وأعدل منه في خلقه، فهو قد اهلني لأحمل صورته ومثاله، ولأمتع روحي بجمال أكوانه، فمن انت لتحجبه عني فلا أراه الا بعينك ولا امجده الا بلسانك؟!»
ويخلص الاديب الناسك الى قيمة نبيلة لو شاعت بين الناس لعاشوا في سلام، فيقول «يا صاحبي اذا شئت ان تعطيني شيئا، او ان تأخذ مني شيئا، فأعطني محبتك وخذ محبتي».