www.salahsayer.com
@salah_sayerيسألني البعض عن البرنامج التلفزيوني الوثائقي «الكشاف» الذي كنت أقدمه، ولماذا توقف؟ والبعض يتهمني بالكسل والتقصير.
أما الحقيقة فإن منتج البرنامج وهو تلفزيون «دولة الكويت» له رأي آخر.
فمنذ ان قدمت الجزء الخامس من البرنامج في رمضان 2015 وأنا أقف عند بوابة تلفزيون «دولة الكويت» أنتظر الرد «الرسمي» حول إنتاج الجزء الجديد، ولم أتسلم جوابا شافيا حتى إعداد هذا المقال.
في الوقت الذي يقوم تلفزيون «دولة الكويت» بالاتفاق مع مختلف الشركات والمؤسسات لإنتاج العديد من البرامج بكلف مالية كبيرة، وفائدة وطنية وإعلامية أقل من برنامج الكشاف!
***أشير، على سبيل المثال، إلى كلفة إنتاج برنامج «كشاف الخليج» 2012 (بطريقة المنتج المنفذ) التي كانت أقل من التكاليف الباهظة (جدا) لبعض البرامج العادية التي تم إنتاجها بالطريقة ذاتها! علما بأن مدة تصوير «كشاف الخليج» كانت 5 شهور قطعت فيها السيارات قرابة 25 ألف كيلومتر، وجالت الكاميرات في 6 عواصم خليجية وأكثر من 25 مدينة وقرية وجزيرة، وبمقدمة غنائية بصوت فنان العرب محمد عبده، ومراجعة تاريخية قام بها 6 باحثين أكاديميين.
كما ان البرنامج (غير المسبوق عربيا) لم يزل يعرض على شاشة تلفزيون المملكة العربية السعودية.
***
الموقف المتردد وغير الواضح لتلفزيون «دولة الكويت» من برنامج الكشاف موقف غريب، عجيب، مريب.
ذلك ان هذا البرنامج الناجح ـ والناس شهود على ما أقول ـ جهد إعلامي نافع، يسعى إلى تعميق روح المواطنة وترسيخ الهوية الوطنية، كما أنه يستقي معلوماته من مصادر بحثية كويتية جادة، ويعرض الماضي بروح وطنية مسؤولة تحرص على تأكيد الإيجابيات وإبراز تاريخ التكاتف الوطني بين أهل الكويت وقدرتهم على الإنتاج والبناء، وذلك ما ينبغي ان تسعى له الحكومة الكويتية عبر أجهزتها الإعلامية الرسمية التي تم تأسيسها والصرف عليها من أجل تنفيذ أهداف دولة الكويت.
***
لست أكشف سرا حين أشير إلى أن اضطراب المنطقة، وحراجة المرحلة، وتزايد أهمية المعارف والمعلومات التاريخية في رفد الروح المعنوية للأفراد في المجتمع، تحتم على الحكومة عبر أجهزتها الرسمية التمسك بالحس الوطني المسؤول، وإعطاء الأولوية في إنتاج البرامج الجادة التي يتم إنتاجها باقتدار فني متميز واحتراف مهني مشهود.
ذلك انه ليس من مهمة الحكومات الرشيدة إنتاج برامج مسابقات، أو طبخ، أو دراما، أو (طقطقة) في زمن يعج بالفضائيات (الخاصة) المنتجة لمثل هذه البرامج، وتتكاثر فيه فضائيات الإشاعات والفـتن!