القول بأن «الغرب معادٍ للإسلام» قول ساقط لا أساس له سوى الوهم والسعي إلى نشر البغضاء بين البشر.
فالغرب تجاوز مسألة العقائد الدينية منذ زمن بعيد، وأقام دولا ومجتمعات تحكمها القوانين التي تنظم العلاقة بين الناس. فقد يعيش المرء في أوروبا سنوات طويلة ولا يصدف من يسأله عن ديانته.
فهناك يحترمون حق الإنسان في اختيار أو تغيير عقيدته. وقد تجد أسرة واحدة فيها الأب مسيحي والأم يهودية والابن بوذي والابنة ملحدة. ذلك أن الذهنية السائدة لدى الأفراد هناك لا تعرف احتكار الحقيقة، وتطبق المثل العربي القائل «كل واحد على دينه والله يعينه».
****
«لا يجوز استثناء الوثني أو المسلم أو اليهودي من الحقوق بسبب دينه»، هذه العبارة وردت على لسان توماس جيفرسون ثالث رئيس للولايات المتحدة الأميركية 1801- 1809 وفي كندا تم بناء أول مسجد عام 1938، وأشير إلى أن البريطانيين انتخبوا «مسلما» من اصل باكستاني عمدة لعاصمة بلادهم، وفي ألمانيا يبلغ عدد المساجد أكثر من 2500 مسجد، وفي ولاية مينيسوتا الأميركية تم انتخاب مسلمة من أصل صومالي عضوة في مجلس النواب الحالي، وفي فرنسا رصدت الحكومة 9 ملايين يورو لتجهيز المساجد بأنظمة المراقبة الأمنية حماية للمصلين المسلمين.
أما في النرويج فالحكومة تقدم معونات مالية للمراكز الإسلامية. والأمثلة كثيرة لا تعد.
****
الغرب، في حقيقة الأمر، يمقت ويعادي «الاسلام السياسي» الراديكالي الذي يناصب الدنيا ومن فيها العداء.
ونظرة واحدة إلى أفعال «داعش» و«طالبان» تكفي المؤمنين عناء الشرح واللغو ومضغ الكلام.
أما الإسلام كعقيدة وطريقة للعبادة فلا الغرب يعاديها ولا الشرق، فما عادت الأديان مادة للبغضاء لدى الشعوب المتحضرة التي لم تعرف ظاهرة «الإسلام فوبيا»، والتوجس من المسلمين إلا بعد صعود نجم «الاسلام السياسي» في الشرق الأوسط وانتشار تجلياته السيئة لدى الغرب، بداية بأزمة رهائن السفارة الأميركية في طهران بعد الثورة الخمينية، مرورا بغزوة منهاتن لصاحبها بن لادن، وصولا لتكرار الاعتداءات الآثمة على الأبرياء في أوروبا باسم الاسلام.
www.salahsayer.com
salah_sayer@