ذكرت، قبل أيام، أن التهديد الذي أطلقه فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يوم تنصيبه ضد «الإسلام المتطرف» يعنينا نحن العرب أكثر من سوانا، رغم أن الدول العربية لا تمثل جميع المسلمين في العالم الذين يعيش معظمهم في دول مثل إندونيسيا والهند وجمهوريات آسيا الوسطى وباكستان وبنغلاديش وتركيا والصين.
ذلك أن البشرية كلما سمعت عن حدث يتعلق بالإسلام أو المسلمين، وغالبا ما يكون الحدث عملية إرهابية، تلتفت البشرية في جميع أصقاع الأرض، وبطريقة تلقائية، نحو الشرق الأوسط بسبب انتشار التطرف في مجتمعاتنا ودولنا التي أمست أما مسارح للعنف أو الخزان البشري له.
***
الرئيس ترامب الذي سخر من النخبة السياسية الأميركية علانية في حفل التنصيب ووصف السياسيين بأنهم (يقولون ولا يفعلون) لم ينتظر طويلا حتى قام بتفعيل ما ورد في خطابه على نحو يؤكد أن العرب هم المعنيون بالتهديد، لا عموم المسلمين، وذلك حين قرر عدم منح تأشيرات دخول إلى الأراضي الأميركية لحملة جوازات السفر الإيرانية إضافة لعدد من الدول العربية وهي: (اليمن وسورية والعراق والسودان والصومال وليبيا) وربما تحول هذا القرار الأميركي قريبا إلى (قرار دولي) خاصة أن ترامب أعلن عن نيته تشكيل تحالف من الدول المتحضرة ضد الإسلام المتطرف.
***
سبب إدراج هذه الدول العربية «تحديدا» في قائمة الحظر هو انتشار الفوضى فيها بسبب استفحال الإسلام السياسي الذي يشكل البيئة الطبيعية للتطرف الذي يتولد الإرهاب من رحمه.
بيد أن العالم يدرك أن فكرة «الإسلام السياسي» موجودة ومتغلغلة في أماكن عربية أخرى، لهذا فإن الدولة التي لم يدرج اسمها في قائمة الحظر لا يعني أنها قد حازت شهادة حسن سير وسلوك من العالم.
وإن صدقت توقعات المحللين السياسيين فإن الحرب ضد التطرف الإسلامي ماضية قدما وسوف تأخذ أشكالا متعددة وتجري في جبهات مختلفة في زمن يتسارع على نحو غير مسبوق تعبر عنه سرعة تحول الوعود الانتخابية التي أطلقها المرشح الرئاسي إلى قرارات تنفيذية يوقعها فخامة الرئيس.
www.salahsayer.com
@salah_sayer