عودة إلى القرار الأميركي المتعلق بحظر دخول رعايا عدد من الدول العربية إضافة إلى إيران، أشير إلى «المعمعة» التي خلقها الإعلام العربي وتبعه الإعلام الاجتماعي الذي نطلق عليه صفة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شهدنا الإصرار العربي على تصوير القرار الأميركي بأنه عنصري و«صليبي» وموجه ضد المسلمين (!) رغم وضوح الموقف الأميركي الرسمي الذي حدد الدول بتلك التي تنهشها الحروب الأهلية والفوضى أو التي ترعى الإرهاب مثل إيران (حسب التصنيف الأميركي) وذلك حق مشروع للدولة كما هو واجب وطني وقانوني على صاحب القرار فيها.
> > >
قبل القرار بدقائق لم يكن أحد في العالم قاطبة يطلق على اليمن أو سورية، على سبيل المثال، صفة «الدولة الإسلامية» بيد أنه فور صدور القرار صار الإعلام العربي يكرر وبطريقة هستيرية عبارة «ترامب يحظر دخول 7 دول إسلامية»! وذلك خلط فاسد وقاصر وناتج عن تكاسل الذهنية العربية التي اعتادت عدم تحري الدقة واشتهرت بالقص واللزق و«لطش» الأخبار من الإعلام الغربي، والأميركي تحديدا، الذي كان أول من وصف الدول العربية السبع بالدول الإسلامية بقصد إحراج الرئيس دونالد ترامب الذي يخوض معركة شرسة مع الإعلام الأميركي.
> > >
كراهية بعض المؤسسات الإعلامية الأميركية للرئيس ترامب تعود إلى ما قبل انتخابه، والعداوة بينهما معروفة ومعلنة وقد سعت هذه المؤسسات أثناء الانتخابات إلى إغلاق الطرقات المؤدية إلى البيت الأبيض في وجهه، وقد قامت بذلك على نحو فاضح أضر بمصداقيتها الإعلامية غير أن الرجل فاز بعكس رغبة الإعلام المضلل، لهذا نجد أن العديد من تلك المؤسسات تصر على إلقاء المزيد من الحطب في النار التي أشعلها قرار تنظيم الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية، والمضحك أن النار مشتعلة في أميركا والدخان يعمي عيوننا في عوالمنا العربية الحزينة!
www.salahsayer.com
salah_sayer@